الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

ما بعد الحداثة والمسرح أبو الفنون

نشأت ما بعد الحداثة و أستمرت كـ حركة دينامكيه عصفت بكل الثوابت و الذهنيات العتيقه و قطعت كل ما فيه صلة بالقديم و التقليدي و بذلك تبلورة مؤطره تصور جديد للعالم مختلف كليا ً عن التصور التقليدي..

هي النزعة الفرديه و بدايات الرأس مالية و النظام الصناعي البيروقراطي.

مرحلة كتابات توماس مانا, جيمس جويس

الفنون التشكيلية:

امثال بابلو بيكاسو , هنري سترافنسكي

(هؤلاء يعكسون الحداثة بتغيرات في الفنون التعبيريه )
ترتبط بأعمال مؤلفيين موسيقين امثال..
بيلا بارتوك و أجور سترافنسكي..

و كما يقول فيزر ستون ملخصا ً الحداثة على النحو التالي..

الوعي الذاتي الجمالي و التأملي برفض التوليف التزامني المبني على السرديه ليشير للمفارقة و الغموض و الطبيعية غير المحدده و مفتوحة النهاية للواقع و رفض الشخصية المتكاملة من أجل التأكيد على الذات المتهدمه و المجرده من الصفات الانسانيه..

الحداثة بين البانتومايم ( التعبير الصامت ) و الكيروكراف ( الرقص الدرامي الحديث )

كما كان السبق لـ الفنان العراقي " طلعة السماوى " الذي اعتنق فكرته الغربيه منشأ ً مطوعها لـ العربية بإخضاعها لمتطلباته كانت له (نار من السماء )

و ايضا ً احمد محمد عبد الأمير الذي يمارس الكيروكراف في جامعة بابل ( مسرحية شك )

محتاج هذا النوع من المسرح الى الكثير من الدراسة و التجديد..

-------------------------------

ومضة سريعة على ما بعد الحداثة ( Postmodernism ) عموما ً:

و كما سعت الحداثة على عدم أنسنة الفن..

فـ إن ما بعدها تجريد كوكبنا من الطبيعة و اقصاء الانسان (كما ذهب ايهاب حسن )..

-

( حينما كنت و التجريب لم أجد تعريف يحتويه..

أو يصب فيه و يشكله بكل تفاصيله..

و كذلك "ما بعد الحداثة"..جميل أن لا تعريف يحده )..

فـ بالإتفاق أنه صعب التحديد أو حصره بزاوية الـ ماهيه و ربما كان السبب في عدم تعريفه او العجز بإيجاد معنى صريح له او محدد لأنه مستند لـ مفهوم الحداثة المناديه لـ تحرير العقل و لأنه يطلق على أمور متناقضة الى الحد الذي يفقده المعنى و مستقلا ً بكيفية مضاعفة..

فـ إجتهاد مني كان : ..

مشيرا ً الى انتقالنا الى طور جديد و يجاوز الحداثة ذاتها Moderiusm..


الذي اسسها ريتشارد فورمان في بلاد ( العم سام )

الهدف منها مسرحة التفكير بصور غايه في التعقيد حتى ينتجه تجريديا ً و بذلك يجعل من المشاهد مغرق وسط هستيريا انطولوجيه تطلقها الصور المتلاحقه و الممثلين متحديثن فقط لإيصال الأفكار..

مسرحي ما بعد حداثي آخر ( لي بروير )..مستخدم تقنية الرسوم المتحركة تنجزها اجساد الممثلين عن الحياة العاطفيه لـ الحصان..

و بذلك يخضع على الحصان البشريه مواصلا ً ان الإنسان يحتج على اكل لحوم الكلاب
ساكتا ً على لحوم البشر
أما ( روبرت ويلسون ) في نص ما بعد حداثي خاليا ً من أي بناء سردي بعبث البحث عن بداية او نهاية بفعل او رد فعل بعمله ( خطاب الى ملكة فكتويا )..
معتبرا ً روبرت هذا العمل اوبرليا ً رغم اختلافه من الغناء مكتفيا ص بالصراخ و بكلمات مبهمه و اصوات حوافر خيل و صفير قاطرات و دوي قنابل تتخللها صور مرئية من الجرائد و التلفزيون و السينما و اصوات رقميه و تعليقات اذاعيه..

بشكل مختصر دون اطناب..

الحداثي.. مساعيه تكلل عند عتبات الحقائق ذاتها لـ تحقق خصائص و قيم مشروعه بذاتها و لا تحتاج الى تبرير من خارجها..

ما بعد الحداثي..نسف معنى الحداثه و دك الفكرة الوهميه عن العلاقة انها وحده متكاملة لا تماثل الانفسها

و تختلف الحداثة عن ما بعدها.. بانها ذات هويه خاصة فهي جاءت كـ حمض مذيب كل الفواصل بين الفنون

فهي تتمرد حتى على فرضيات العرض نفسه..

فـ عروضه التي تتارجح بين [ تعبيرية – ملحميه – و اقعية ]..

لكن بعد أن تطوع كل تلك العروض لـ الوجه الحديث..

و الحداثة لا تشبه التقليدي القديم بل مفسده لها و مفككتها و بهذا قد استخدمتها
"ما بعد الحداثة" وسيلة التفكيك لكنها تفترق عنها في صيرورة الإستراتيجية..


-------------------------

و لا تنحصر في إطار الفنون فـ يمكن مناقشتها تشمل الثقافة كـ كل..

يقول تود جيتلنTodd Gitllin 89: أنها تختلف بأنواعها بتباين بين المواقف و انواع و اساليب متمازجه و متراكبة بوعي ذاتي..

يستمتع فيها بتعميم الأشكال و تحاورها ( خيالي – غير خيالي )..
المواقف ( ساخر – مباشرة ).. الحالات المزاجية..
( عنيف – كوميدي )..مستويات الثقافة ( منخفض – مرتفع )..و تجردها ساحبا ً البساط منها غير مبالي بتلك السقطه التي سيخلفها البساط المسحوب حينما يظهر الوعي الذاتي الحاد بطبيعة العمل المركب و ما بعدها الحداثة لعتبه هي على السطح متجاهلا ً و مستخف بالعمق من حيث كونه مجرد حنين لـ الماضي..

-------------------------------------------------------------
تقوم على نزع التاريخ تماما ً في ترتيب الأحداث و هي ليست تيارات او ممارسات مسرحية و لا يوجد تيارا ً مسرحيا ً يطلق بـ عنوان ( مسرح ما بعد الحداثة )..

و لكن هناك انماط تفكير و تيارات تسمى ما بعد الحداثة تجلت في بعض العلوم الإجتماعية على المستوى التطبيقي..

- العائد على تيار ما بعد الحداثة او الذي اعاده المسرح ما بعد الحداثة رغم كل الانتقادات..

فهي تؤكد أن المسرح لا بد أن يتجدد و يتعدل على الدوام مساره الفكري و الفني ..

" ما بعد الحداثة " تعتبر الحوار مجرد لغة مسطحة مقولبه و ليست وسيلة لـ الحوار..

--------------------------------

حينما يكون الشك اداة التطور..

بحيث تقود الشخص لتفكير بشكل مزدوج..

و رغم كم الإختلاف مع فرويد و ماركس و نيتشه فهم رواد فلاسفة الشك..

و كانوا اول من غرز ركيزة " مابعد الحداثة "..

و على ذات الشاكلة كان المسرح "مابعد الحداثي "..
حيث انه صلب التشكيك في تراجيدية فاجنر و تفكيك الفن المركب عنده..

مسرح القسوة اول من طالب بمسرحة الخيال الذي هو اشبه للحلم..

* ما بعد الحداثة تنتصب قامته بـ النص البصري و المخرج البصري..

فـ ميزة العرض أنه يحاكي تأويل المشاهد و تفاعله و ذاكرة جسد الممثل..

و النص البصري يقوم على ركيزتين كما ذهب بهما "فاضل سوداني"..

1-اللغة الحوارية البصرية (البعد البصري والمادي للكلمة وغنى دلالاتها التأويلية

2- لغة تداعي الأنساق البصرية في الفضاء الابداعي البصري (أي الحوار بين ذاكرة الجسد وتداعيات الفضاء بما فيها ذاكرة الاشياء والانساق الاخرى، وبين الفنان البصري ـ المخرج والممثل ـ والمتفرج)

- النص الأدبي و النص البصري..

الادبي مغلق حالة سرد محدد للمشكلة و دواعيها و حلولها ثرثرة الممثل تفي بإقصاء عقل المتفرج خارج حدود المشاركة × البصري المتفرج عنصر مشارك متفاعل و العرض بما يحمله النص من كم من الغنى التأويلي للعبارة المسرحية..

وقد اعزى انتونين آرتو سبب اعارض بعض مرتادين المسرح عن حضور العروض المسرحية

و السبب الحقيقي لسايكولجية المشاهدة حينما أكد: (اذا كف الناس عن عادة الذهاب الى المسرح، فذلك لاننا قد اعتدنا ـ طوال اربعمائة سنة، أي منذ عصر النهضة ـ على شكل روائي ووصفي للمسرح، مسرح يقوم على سايكولوجية رواية الحكاية)

و كان لـ انتونين ارتو اقتراح لأفول المسرح النفسي وهو ان (يوجد مسرح يسحق الصور المادية العنيفة فيه إحساس المتفرج وتبهره، وتشده الى دوامة من القوى العليا)..