الأحد، 3 أغسطس 2008

نشأة المسرح عند الإغريق

-الأعياد
ا- ديونوسوس
لم تكن العروض المسرحية الأغريقية القديمة تقدم بشكل دائم كما يحدث اليوم بل كانت تقدم فى إطار الأحتفالات الدينية المحددة التى تقع على فترات متباعدة . فقد كان العرض المسرحى جزء من احتفال رسمى مقدس . نشأ المسرح كباقى الفنون الأخرى فى أحضان الدين يظهر جلياً ذلك فى ارتباط المسرح بالمعبد فقد كان يُقام بجواره و نجد فى وسط الأوركسترا مذبحاً لتقديم الأضاحى للإلة ديونوسوس قبل و بعد الإحتفالية الدينية كما ظهر فى مسارح أثينا.
كانت العروض المسرحية تُقدم مرتين فى العام و هى الأيام المُخصصة لأعياد الإلة ديونوسوس . و كان يشرف عليها الإلة بنفسة و ذلك ينقل الكاهن تمثال الإلة إلى المسرح و كان له مقعد و سط مقاعد الشرف προεδρια فى الصف الأول. يؤكد ذلك أن المسرح كان دوراً للعبادة أكثر من كونه مكاناً مُخصصاً لتقديم العروض المسرحية. فقد اكتسب المسرح قداسة تماثل قداسة المعبد.
لعب الدين دور هام فى حياة الأثينيين فالدين عبارة عن مجموعة من العقائد و التقاليد التى يؤمن بها الناس دون أن يفهموا اصلها . لمس شعراء أثينا تأثير الدين فى نفوس الناس فجعلوا ابطال مسرحياتهم من الآلهة و ينسبوا إليهم أهم الأدوار و جعلوهم يتحكمون فى مصائر البشر . فكان ايسخولوس يشيد بيهم دائماً و يتغنى بعدلهم و يمجد سلطانهم . فزيوس عنده هو الإله الأكبر العادل الذى لا يظلم احد.و القاهر لكل عنيد جبار , سوفوكليس عاش فى عصر تحررت فيه العقول على يد الفلاسفة الذين علموهم كيف يتأملون فى ظواهر الكون و ينبذون التقاليد و المعتقدات البالية التى كان يؤمن بها أهل أثينا. هكذا مرت أثينا بفترة اهتزاز للعادات و العقائد المتوارثة.
فالإنسان أصبح يتحكم فى مصيره , ويختار بنفسه و يقارن الخير بالشر ثم يضرب ضربته , و يُحرز النصر , و ُيرضى السماء , لكنه إذا لم يترو , و تبع هواه فشل و أثار غضبها , لذا كان دور الآلهة فى مسرحيات سوفوكليس دور المرشد الذى ينصح الإنسان و لا يفرض عليه رأياً معيناً أو فكرة بذاتها. ثم تطورت الحياة الفكرية تطوراً شديداً , و ارتقت رقياً عظيما فى عصر يوريبيديس الذى آمن بالعقل وحده , و خرج على كافة التقاليد و سخر من المحافظين , و رأى أن الإنسان لا تربطه بالآلهة أية رابطة لأنه سيد نفسه يتصرف كيفما يشاء فى غير حاجة إلى مرشد أو دليل لأنه لا يعترف بشىء سوى العقل يحكمه و يهتدى بهديه .
و لم تقتصر العبادة اليونانية على تقديس الآلهة و إجلالهم , بل كان لها مظاهر أخرى أهمها الطقوس الدينية . و كانت تقيمها طوائف خاصة , تتمسك بمبادىء معينة , و تدين بتعاليم لا يطَّلع عليها إنسان قط , و لا يباح بكنهها لأحد . و يقال أن أيسخولوس قد حوكم لأنه أفشى أسرار الطائفة التى كان ينتمى إليها . و أهم هذه العبادات " أسرار أليوسيس" التى كانت تقام تكريماً لأبوللون و ديميترا ، ثم أصبحت تقام لهما و لديونوسوس عندما دخلت عبادته إلى أتيكا . و لقد أنتشرت هذه العبادة انتشاراً واسعاً , و أثرت تأثيراً واضحاً فى حياة الأثينيين بخاصة و اليونان بعامة , ثم فى حياة الرومان.
و لقد وصفها شيشرون قائلاً : " لم أر شيئاً أسمى من هذه الأسرار لأنها علمتنا أيضا كيف نسعد فى الحياة , و علمتنا كيف نبتسم للموت و لا نخشاه" .
و ثمة ظاهرة دينية أخرى انتشرت بين اليونان و أثرت فى أدبهم المسرحى, تلك النبوءات التى كان يسهر على خدمتها و يكتم أسرارها فئة من الكهنة , ينطقون بها شعراً أو نثراً بوحى من أحد الآلهة . و كثيراً ما ورد ذكر هذه النبوءات فى الشعر التمثيلى , و بخاصة نبوءة أبوللون فى دلفى , و نبوءة زيوس فى دودونا ( Dodona (
المسرح إذن دينى النشأة و ظل الدين مجالاً له و يعتمد عليه فى تعليم الشعب و شرح الطقوس و المراسم و تلقين الشعب مغزاها و عظاتها , و كان عبادة ديونوسوس أكثر العبادات اتصالاً بالمسرحية , و أشدها تأثيراً على تطورها لأن طقوسها كانت تتضمَّن كثيراً من الحركات التمثيلية , و تشتمل على عواطف متضاربة , يعبر عنها أتباع الإله فى بهجة و سرور تصحبها نكات غليظة , و ضحكات عالية , كانت بمثابة البذور التى نشأت منها الملهاة , و أحياناً أخرى يعبرون عنها فى حزن عميق مصحوب بالشكوى و الأنين , كان أصلاً للمأساة. فهو إله الزرع و رب الأشجار و النباتات و الفاكهة و الخضروات بكل أنواعها و هو الذى علم الإنسان الزراعة و بخاصة زراعة الكروم و البساتين و عصر الخمر و النبيذ , فهو إله الطبيعة بصفة عامة . و أصبح أكثر الآلهة شعبية على الرغم من أنه لم يكن من آلهة الأولمب الإثنى عشر. و نادراً ما نلتقى به فى أعمال هوميروس ، ربما لكونه غريباً على روح المجتمع الأرستقراطى الإغريقى . و كما تشير بعض الدلائل إلى أنه قد جاء من ثراكى أو من فريجيا , و يبدو أن عبادة هذا الإله قد دخلت البلاد فى وقت مبكر عن طريق قبائل كانت تعيش فى أسيا الصغُّرى . و كثيراً ما كان يبرز على السطح بعض المظاهر الغير يونانية لهذا الإله و أيضاً كان يتعارض مع التقاليد المتعارف عليها فى مجمع الآلهة ، فقد تميزت عبادته بالهمجية و الوحشية التى تصدم نفس الكثيرين من أهل الاستقامة فى ذلك العصر . ولهذا لم يكن سهلاً إدراك و فهم عدم منطقية و شذوذ ما كان يتم فى هذه المهرجانات الإحتفالية المكرسة له .
لقد كان الإله ديونوسوس يصطحب فى جولاته و مغامراته جماعة مهرِّجة من المخلوقات الأسطورية لا تمثل قوى الطبيعة المختلفة فحسب و انما تمثل أيضاً انفعالات الإنسان و عواطفة , و كان أغلب هؤلاء الأتباع يسمون بالساتير , الذين يسكنون الجبال و الأحراش و الغابات و هى مخلوقات أسطورية تتصف بالوقاحة و بأن نصفها إنسانى و النصف الآخر حيوانى , و لها شعر كثيف و آذان مدببة , بارزة و سيقان كأرجل الماعز , و من صفات هذه المخلوقات الجبن و الشبعة و الحيوية المتدفقة و العبث و المدح و الصخب.
و قد أحتل ديونوسوس مكاناً مرموقاً , و أمكن للإنسان أن يزيل آلامه و شجونه و أن يسعد بالمديح و البهجة فى أعياده , و هذا يُعزى إلى الرقص و الغناء المُعتاد فى إحتفالات الديونيسيا الكبرى التى كانت تتيح الفرصة لاجتماعات شعبية مرحة بوهيمية لجماعات السُكارى المرحة الماجنة التى يُطلق عليها اسم كومى Komoiو كان يفتتح عيد الديونيسيا بموكب يُرفع فيه عضو الإخصاب Phallos رمز الخصوبة كعلم قومى .
و سريعاً سيطرت عبادة ديونوسوس على مشاعر ووجدان الشعب الإغريقى ، فقد كانت هذه العبادة تمنح الإنسان إحساس بالحرية فى وقت سيادة حكم الفرد الاستبدادى على المدينة اليونانية. فالعبادة الجديدة قد وعدت الإنسان بالخلاص من كل الضغوط النفسية المحيطة به . فبدراسة الوضع الإجتماعى لحياة المدينة الإغريقية ، تجعلنا ندرك فى الحال الأسباب التى دفعت المرأة اليونانية إلى هذه العبادة . فقد كانت النساء محرومة و مقطوعة الصلة بالحياة الإجتماعية و السياسية ، فلم يكن لها أى دور حتى فى أشد العصور إزدهاراً ، فى القرن الخامس قبل الميلاد و هو العصر الذهبى لأثينا . فقد شعرت النساء بإنجذاب خاص لهذا الإله و عبادته التى تمنح الإنسان الخلاص و الحرية . فقد كانت جماعة الميناد mainades رفاق ديونوسوس تشيع جواً من الصخب و المرح و الغناء النشوان و الرقص و الإنغماس المفرط فى اللذة دفعت النساء إلى الخروج إلى الطبيعة و المشاركة فى هذه الطقوس الهمجية البدائية التى سادها الهوس الشديد إلى حد الإنفعال و الجنون . فقد كان كل من يؤمن به ينسى نفسه و يخرج من ذاته – و هذا ما تعنيه بدقة كاملة كلمة التجلى Ekstasis باليونانية ( Ecstasis بالإنجليزية) و هناك العديد من القصص الإسطورية التى تسرد لنا عن محاولات فاشلة لبعض الملوك لخنق هذه العبادة أو التخلُّص من العناصر الهمجية بها . و لكنها صمدت فى وجه كل المحاولات , فقد منحت الإنسان الحرية المُطلقة . ولكن كان على العبادة الجديدة أن تغير من بعض مظاهرها البدائية , كى تندرج داخل إطار برنامج العبادات و المهرجانات الدينية فى أثينا فى القرن السادس ق.م. و نتيجة لذلك, تم تقديم الأضاحى الرسمية التى كانت تقدم على شرف الإله ديونوسوس أمام الجماهير و فى وضح النهار ، و لم يكن لها أى علاقة بما كان يدور فى الماضى من مظاهر همجية بدائية فى منتصف الليل و فى الخلاء الوحشى .
فعبادة ديونوسوس التى ظاهرها البهجة و الحرية و الإخصاب هى القوة الخفية العميقة التى تدفع الحياة و تخلق فيها تغيرات لا نهائية و تفتح أمامهم إمكانيات لا حد لها، فالطبيعة حية تشارك الإنسان و الحيوان أفراحه و مخاوفه بحركتها الدائمة و بعراكها الممثل فى تنافر عناصرها الأربعة ، و خلف كل هذا تكمن صورة الوفرة و الرخاء و الأمن و الحرية الديونوسية و هى النهاية التى يرنو إليها العالم. و كانت النشوة التى يمكنه أن يجلبها نشوة ذات أنواع شتى . لقد كانت نشوة إلهية شائقة، تسمو بأصحابها ، إلا أنها لم يكن ثمة ما يحول بينها و بين " الانحلال" . و مما لا يكاد يرقى إليه الشك أن الأغريق فى هذه المناسبات ، و فى تلك الأيام التى كانت الدراما الصحيحة الصادقة فى دور التكوين فى تلك الأعياد التعبدية، كانوا يبيحون لأنفسهم قسطاً من الأعمال المتحررة . فالحياة أبدية و عند قيام مراسم ديونوسوس صانع الرقص لا يوجد رجل فى المدينة لا يرقص ، و ينثر الأهالى أكاليل الزهور على أرضها مع زهور الربيع رمز التجدد و البعث فليس هناك رقص بدون ديونوسوس و بدونه لا تكون الفصول الأربعة ممتعة.
و مع إنتشار هذه العبادة بين الناس صارت أكثر شعبية من أى إله آخر فى أثينا. ففى أثينا وحدها أقيمت على شرفه أربعة أعياد. و كانت تقام فى الشتاء و الربيع. فهناك عيد بدء الزراعة فى الريف فى شهرى( ديسمبر و يناير) و أعياد اللينايا(يناير و فبراير) و أعياد الربيع (فبراير و مارس) و الديونوسيا الكبرى ( مارس و ابريل) . من هذه الأعياد هناك عيدين ليس لهما إرتباط مباشر بالدراما وهما عيدا بدء الزراعة و عيد الربيع . كان الإله ديونوسوس يقدم على أساس أنه إله للزراعة و الإنبات الذى يضمن لهم الخصوبة وواهب النبيذ، فديونوسوس أول من أوحى للإغريق بزراعة الأعناب فى اليونان.
و هذه الخصائص التى تميز بها ديونوسوس ، مهما بدت لنا غريبة ، فإنها تبدو غريبة أيضاً على روح المباريات الدرامية بصفة عامة التى أقيمت فيما بعد . و من هنا يبدو لنا مدى الخسارة الكبيرة لفقد تلك العناصر البدائية الأولى للدراما , مما جعلنا لا نستطيع التعرف على الجذور و بداية نشأة الدراما على وجه اليقين و مدى إرتباطها بالأصل الديونوسى . من هنا يمكن القول بأن ديونوسوس كان له إرتباط قوى و حيوى بالدراما البدائية الأولى ، و بما أنها لم تصل لنا أية شواهد أو أدلة لدراستها و التعرف عليها ، فإننا لا نستطيع تخمين مدى الصلة بين ديونوسوس و بين المباريات الدرامية فى العصر الذهبى لها. و من الواضح أن عضو الإخصاب و الذكورة قد لعب دوراً هاماً فى نشأة الكوميديا . يحدثنا أرسطو أعظم الثقات فى الشئون المسرحية ، و الذى كتب ما كتبه عنها بعد تلك الفترة من الزمان عن نشأة المأساة و الملهاة فيقول : " لقد نشأت كل من المأساة و الملهاة بطريقة فجة و من غير خطة مرسومة و لا فكرة مدروسة ، الأولى من قادة الأغانى العنزية( الديثرامبوس) ، و الأخرى من أولئك الذين كانوا يقومون بقيادة أناشيد الذكورة " يقدم لنا أرسطو إشكالية و معلومة فى آن واحد . فعضو الذكورة Phallos قد شكل حلقة الإتصال بين العبادة و الكوميديا . ( ) فنحن نجد فى بعض أجزاء من كوميديات أرسطوفانيس القديمة شواهد و أدلة تثبت أن من ضمن أدوات الإكسسورات للكوميديا القديمة كان يوجد عضو الذكورة مصنوعاً من الجلد فى حجم معقول كان يرتديه الممثل أثناء التمثيل حول خصره . ( ) من هنا يبدو مدى الصعوبة فى فهم أو تصور كيفية نشأت الدراما الكوميدية فى صورتها الكاملة من هذه المقاطع الغنائية الدرامية الفقيرة التى كانت تحتوى على عضو الإخصاب . و يشير Radermacher OL.إلى أننا لا يمكننا بهذه الطريقة وضع أساس سليم لدراسة و فهم نشأت أحد أنواع الفنون . ( ).و الشىء المؤكَّد هو أنه عندما تطورت كل من التراجيديا و الكوميديا ، فإن الشكل البدائى الهمجى لعبادة الإله ديونوسوس قد أختفى من الدراما و أكتسبت شكلاً جديداً أكثر تهذيباً .
و من خلال دراسة مضمون المسرحيات ، يمكننا القول أن الدراما، قد أتخذت لها طريقاً خاصاً بها، إلى درجة يمكن معها القول أن التراجيديا ليس لها أى إرتباط بالإله ديونوسوس( ). بالتأكيد ظل الإرتباط بالعبادة موجوداً ، و لكن عنصر التنافس فى المباريات الدرامية ساعد على تقديم صورة و شكلاً غير دينى لكل العملية الدرامية . إن ما كان يشعر به الإغريقى من رضى و إنسجام أمام هذا الشكل الجديد للتبارى و المنافسة الدرامية، كان هو الدافع الذى سيطر على الشعراء و القائمون على العملية الإحتفالية للوصول للكمال و محاولة الفوز فى المسابقات ، هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى ، كان لكسب ود الجمهور و جذبه لهم . و هذا لا يتوافق مع الدراما الدينية ، حسب المفهوم الحديث للدراما ، التى أرتبطت بالطقوس و الشعائر . فعندما كان الشاعر يقدم عمله الدرامى بنفسه و يفوز بجائزة المنافسة ، كان الأمر مفهوماً ، فكان دور النقاد يتحدد على مدى إجادة الشاعر فى عرض قوة و عظمة الإله . و لكن عندما حل الممثلون محل الشعراء و قاموا بأداء الأدوار تمثيلاً كانت الغاية المرجوة من الأداء هى الإجادة للفوز بالجائزة ، و من هنا كان الفائز هو الجانب الفنى فى المقام الأول . و بذلك أدرك الأثينيون أن و ظيفة المسرح ترفيهية بالإضافة إلى الأهداف الأخرى .
ب‌- الديونوسيا الكبرى
عيد الديونيسيا الكبير: ( و يُسمى أيضاً الديونيسيا فقط) Dionysia كان أهم و اكبر الأعياد من حيث الفخامة و درجة الإستعدادات رغم عدم وجود أى تقاليد مرجعية قديمة لديهم ’ و مع ذلك يمكن إرجاع هذه الإحتفالات القديمة إلى الأعياد الأخرى الخاصة بديونوسوس و المتعلقة بموسم بدء الزراعة .و ليس لدينا معلومات على وجه اليقين تخبرنا عن متى و من هو الذى فكر فى إقامتها . و من المعروف أن المسئول عن تنظيم هذا المهرجان لم يكن كبير الكهنة أو أى رجل دينى آخر و لكن كان ممثل الحكومة فى الموضوعات الغير دينية و هو الحاكم المدنى archon الأرخون أو الأراخنة الذى كان يعتبر السئول الأول و الأخير عن إقامة المسابقة المسرحية , و إليه يُعزى نجاحها أو إخفاقها.و كان الأرخون يسهر على تنفيذ عدة خطوات ضرورية ليضمن نجاحها و كان الإحتفال يُعقد على شرف ديونوسوس اليوثيراى Eleuthereus . و كان تمثاله يُجلب من اليوثيراى Eleutherae و هى مدينة على الحدود الآثينية البيوتية . و كان معبده يقع على المنحدر الجنوبى من الأكروبول ، حيث يقع مسرح ديونوسوس.( ) و من المحتمل أن الطاغية بيسيستراتوس هو الذى أعاد تنظيم هذا العيد و إضاف له رونق و لمسة جمالية عن طريق إعداد جوقات ديثرامبية و تراجيدية .
وهكذا بجانب عيد الربة أثينا ( Panatheneia) ، أقدم الأعياد التى كانت تقام على شرف الربة حامية مدينة أثينا و كان يحتفل به كل خمس سنوات ، دخلت العبادة الجديدة , عبادة الإله ديونوسوس إلى أثينا فى منتصف القرن السادس قبل الميلاد ، و كان مدة العيد ( خمسة أيام فى العصر الكلاسيكى) الكبير للإله الديمقراطى الجديد . و مع صعود نجم أثينا السياسى و بروزها كدولة عظمى وسط المدن اليونانية الأخرى ، فإن أهمية العيد و الإحتفال به قد تجاوزت حدود أثينا الضيقة ، و هذا يرجع إلى حد كبير إلى العروض المسرحية . و كانت الإحتفال بالديونيسيا الكبرى الذى كان يقام فى أوائل الربيع ، الوقت المناسب لإبحار السفن ، و ذلك حتى يتمكن حلفاء أثينا من المشاركة فيه . فقد كان على أعضاء الحلف الأثينى تقديم الأموال المقررة عليهم لأثينا . و قد استغلت أثينا هذا العيد لإبراز عظمتها أمام الحلفاء . فقد كان هذا التجمع الكبير يلعب دوراً سياسياً هاماً و فى نفس الوقت لعب دور البرلمان . فمع تواجد شخصيات عامة من المدن اليونانية المجاورة و الحلفاء لأثينا ، كانت تتخذ قرارات هامة كثيرة لم يكن لها أى طابع دينى على الإطلاق . و هكذا من أجل الشعب و بإسمه يتم تكريم بعض المواطنين الذين قدموا خدمات جليلة للدولة بمنحهم اكليل ، بينما تم منح الشباب الذين فقدوا ذويهم فى الحرب بزة عسكرية كاملة لكل منهم ، و بهذه المناسبة أيضاً تم تقديم المكرمين أمام هذا الحشد الكبير . ( ) بالإضافة إلى هذا و طبقاً لما أشار إليه إسوكراتيس الخطيب ، من أن الحاكم الأثينى قد إستعرض أمام الجمهور و ممثلى الحلفاء الفائض المالى السنوى على الأوركسترا ، و ذلك عن طريق وضع هذه التالنتات فى أوعية كبيرة ( ) ، و لم يكن هذا عملاً مهذباً من أثينا خصوصاً أنه كان يتم امام الحلفاء المتواجدين فى المهرجان . و هذا التظاهر الواضح بالثروة و القوة امام نظر الإله , لم يكن له إلا طابع سياسىواضح.
و كانت الديونيسيا إحتفالية كبيرة شارك فيها بفاعلية جزء كبير من المواطنين الأحرار ، فقد كانت هذه المشاركة تعتبر فى نظر الكثيرين مساوية لأعظم حدث على مدار السنة. فقد شارك أكثر من 150 راقص فى العروض الدرامية ، و اكثر من ذلك ( عدد الف ) كانوا هم المنشدون للكورسات الديثرامبية. فقد كان الإعداد لهذه الإحتفالية يستغرق شهوراً كثيرة . ( ) و من هنا لم يكن غريبا ذلك الإرتباط الوثيق للمجتمع الأثينى بالمسرح , لم يكن هناك هوة أو تباعد كتلك التى نراها اليوم بين المسرح و الجمهور ، فقد كان راقصى السنوات السابقة هم من جمهور اليوم و العكس . و كثير من المشاهدين كانوا يعلمون ، عن خبرة شخصية، ماذا تعنى دراسة واعداد و تنفيذ جوقات إحدى التراجيديات.
و ليس من الخطأ أن ُيْفَتَرْض أن مضمون المسرحيات التى سوف تُعرض ، قد شكلت موضوعاً حاداً للنقاش و أن بعض من التفاصيل كانت معروفة مقدماً ، فقد كان عدد المُشاركين فى اعداد العرض كبير . و على الرغم من معرفة موضوع المسرحيات ، فقد كان يتم تقديم رسمى لكل العروض المسرحية التى سوف تشارك فى المنافسة قبل بداية الإحتفالات الديونوسية بيومين و ذلك فى عيد أسكليبيو فى اليوم الثامن من عام إلافيبوليون Ελαφηβολιον ، حسب التقويم الأتيكى . لهذا الغرض كانت تُقام إحتفالية , يُطلق عليها إسم Ποαγων(13) , و مازالت تفاصيل هذه الإجراءات مجهولة لنا و غامضة للأسف . و على وجه الخصوص كان يهمنا أن نعرف إذا كان الشعراء يقدمون مُلخصاً لأعمالهم المسرحية أم أن هذا الإعلان كان محصوراً فى تقديم عناوين أعمالهم . و المؤكد هو أن الشعراء الذين وقع عليهم الإختيار ، مع الجوقات΄οι χοροι و الممثلين οι υποκριτες بالإضافة إلى الممول ο χορηγος قد قاموا بتقديم أنفسهم للجمهور فوق منصة مرتفعة و توجوا رءوسيهم بأكاليل من أغصان الشجر وأوراقه ، تعبيراً عن هذه الإحتفالية الغير عادية . و لم يكن هناك أية أقنعة أو حتى ملابس مسرحية يرتديها المشاركون فى هذه الإحتفالية حتى لا يُخفون هويتهم عن الجمهور و كى يتعرف عليهم قبل بداية العروض الدرامية . اين كان يتم تنفيذ هذا البرنامج التمهيدى للإحتفالΠροαγων ؟ لقد كانت القاعة الموسيقية Ωδειο هى المكان المُعد لهذه الإحتفالية ، بعد أن قام بيركليس بإعداد هذا المكان و تهيئته فى عام 444 ق. م . و ليس لدينا أية معلومات قبل هذا التاريخ عما كان يدور هناك . و ربما يكون هذا الإعداد التمهيدى Προαγων قد بدأ فى منتصف القرن الخامس ق. م . ، و يبدوا أن هذا الإعداد أو التمهيد للعروض المسرحية قد بدأ فقط فى عصر الديمقراطية الأتيكية. و لم يتم إستخدام المسرالُملحق بالمعبد المقدس ، و هو ما يُقدم دليلاً على عدم إعتبار ال προαγων جزءاً أصيلاً مكملاً للإحتفال .
و قبل أن يبدأ العيد ، كان يتم إعادة تمثيل رحلة وصول الإله ديونوسوس من اليفثيريوس إلى أثينا . فمن غير المُستبعد أنه فى اليوم السابق للإحتفالية كان يتم حمل تمثال الإله المعبود ديونوسوس إلى أحد المعابد خارج أسوار أثينا، و بعد غروب الشمس كان يتم إعادة التمثال بمصاحبة المشاعل إلى مكانه الدائم ، فى المعبد المقدس بجوار المسرح ( 15) و كان الشباب يُشارك فى إحتفالية إعادة تمثيل رحلة الإله. و قد سُمِح أيضاً فى هذا اليوم للبرلمان بالعمل (16) و هذا دليل على أن إعادة نقل تمثال الإله ديونوسوس لم يُشكِّل جزءاً مُكمِّلاً للإحتفالات الديونوسية . و كل ما كان يتم فى الليلة التالية هو إشاعة خبر ظهور الإله( هكذا كانت ترى التقاليد) و بهذا كانت تبدأ سلسلة الإعداد لمظاهر الإحتفالات .
ففى اليوم الأول للإحتفال كان يتم تقديم عمل دينى مميز ، و هو الموكب العظيم للأضحية. فى هذا الموكب كان يُشارك فقط كل من له دور فعلى و حيوى فى المسابقات ، ( 17) و قد شاركت النساء أيضاً ، و هو ما كان فرصة نادرة لخروج النساء من المنزل (18). و قد أعتبرت دولة أثينا هذا العيد دافع قوى لإبراز دورها القيادى البارز فى بلاد اليونان و ذلك عن طريق تقديم مظاهرإحتفالية مليئة بالفخامة و الإبهار . فبجانب موكب الأضاحى كان يوجد تقديمات و مظاهر إحتفالية أخرى مُتعدِّدة ، حيث كانت فتيات الأسر الأرستقراطية تحمل هذا التقديمات فى أوانى ذهبية فى موكب فخم يعبر عن ما وصلت إليه أثينا من إزدهار و تقدم . و كما كان فى أعياد بداية الزراعة الديونوسية κατα αγρους Διονυσια ، تُقدم العروض الفالية οι φαλλικες παραστασεις التى ترمز لخصوبة الأرض ، و من أجلها عبد الناس الآلهة. و من مجموع هذه المواكب الفخمة تم تقديم صورة رائعة مبهرة و بألوان زاهية بديعة : فقد أرتدى مواطنى أثينا ثياب بيضاء ، بينما أرتدى ضيوف الإحتفال القادمون من مدن يونانية أخرى الثياب الحمراء . بالإضافة إلى هذا فقد تميز الممولون οι χορηγοι بملابسهم الفخمة المعبرة عن الأرستقراطية و الثراء , فقد كان الإهتمام مركزاً عليهم فى هذا اليوم ، تعويضاً لهم على ما قاموا بتقديمه من أعباء باهظة فرضتها عليهم الدولة فى سبيل إخراج و اعداد هذا العيد. (19)
و على الرغم من شعبية هذا العيد ، فإن معلوماتنا عن كيفية إعداده و تنظيمه ناقصة و غير مؤكدة . فمن الواضح أن السبب كان بديهياً ، فالأمر كله كان معروفاً و شائعاً و يُشارك فيه جميع الأثينيون و لهم فى ذلك خبرات شخصية ، و لم يكن هناك سبباً مُلِحَّاً يدفع إلى تسجيل هذه الوقائع و الأحداث لا . و هكذا فإننا لا ندرى بالضبط من أى موقع فى المدينة كان يبدأ الموكب . و المؤكد أنه كان ينتهى أمام معبد ديونوسوس فى إليفثيريا . و من هناك و بعد الإنتهاء من تقديم الأضاحى ، كان الحشد يتجه إلى المسرح المجاور . و مع افتراض أن الموكب كان يبدأ فى الفجر ، يمكننا أن نتخيَّل أن الجمهور قد تجمع فى المسرح مُبكرا جداًً. و أمام هذا الحشد الضخم كان يتم تقديم جوائز التكريم لبعض الشخصيات الوطنية المميزة الذين قدموا أعمال اً جليلة للأمة ، و عند المساء كان يتم تقديم العروض الديثرامبية ، و هى عبارة عن أناشيد دينية يقوم بإنشادها جوقات مُشكَّلة من الرجال و الشباب . و ليس فى إمكاننا تأكيد الرأى القائل بأن أول أيام العيد ، على الرغم من تقديم برنامج ضخم فى هذا اليوم ، كان ينتهى بمهرجان إستعراضى صاخب كبير فى شوارع المدينة ( ( Κωμος و هو النشيد الماجن ، و هذا يتوقف على البحث التى سوف نقوم به و الذى يتعلق بالدليل الوحيد المرتبط بهذا الموضوع ، فى قانون يواجوروس Ευηγορος الذى اشار إليه الخطيب الشهير ديموسثنوس Δημοσθενης فى حديثه ضد ميديا κατα Μειδιου (20) . و غالباً ما يبدو منطقياً أن عيداً قد بدأ بصفة رسمية شديدة , لابُد و أن ينتهى بصورة تلقائية ، بتظاهرات إحتفالية صاخبة تُعبر عن الفرحة و البهجة (21).
و كان الديثورامبوسDithurambos) (، على وجه الخصوص ، أغنية دينية للإله ديونوسوس , و يتخذون أسطورته موضوعاً لأناشيدهم ، فيتحدثون عن ميلاده , و يتناولون حياته بالتفصيل , و يصفون الأخطار التى واجهها . و كان الشاعر يضم إليه جماعة من الناس , يلقنهم بعض الأبيات التى تفيض بالحزن و الأسى, يرددونها أثناء الإنشاد , و كان أفراد هذه المجموعة( الجوقة فيما بعد ) يرتدون جلد الماعز ليظهروا بمظهر الساتوروى ( Saturoi ( , أتباع ديونوسوس . و كان هذا الكورس الراقص مكون من الرجال و الشباب من الذكور بمصاحبة الناى (22) . و الكلمة " ديثورامبوس" هى أحد الألقاب القديمة التى أُطلقت على الإله ديونوسوس , و هى كلمة استعصت على محاولات طويلة لتفسيرها أو حتى معرفة مصدرها . و المتعارف عليه أنها ليست كلمة يونانية . و تستعمل للتعبير عن الإله و أيضاً عن الأغنية الدينية ، الذين جاءا معاً إلى اليونان من شعوب ثراكى و فريجيا و انتهى بهم المقام فى أثينا ، بعد مرورهما بكورينثوس . هناك ، فى بلاط الملك بيرياندروΠεριανδρου كما علمنا، كان أريون Αριων ( حوالى 625 ق. م. ) يقوم بتعليم القصائد الديثورامبية ، و إليه يرجع الفضل فى تحوِّل الأغنية الدينية الإرتجالية إلى عمل فنى محدد المعالم , كما أعطى عناوين لأغانيه الكورالية التى كان مضمونها قصصياً سردياً , و أهم نقطة بالنسبة لبناء ما قبل تاريخ التراجيديا هو أن" آريون " قد عرض انتاجه الديثورامبى بواسطة الستير Satyrs . و هو أيضاً أول من طلب الى أحد أفراد الجوقة – و هو الذى أصبح يُطلق عليه فيما بعد اسم " اكسارخوس" أى رئيس الجوقة - أن يصعد الى مائدة القرابين ليلقى على المستمعين فى صورة سرد قصة تتعلق بالإله ديونوسوس , مُشيداً بمغامراته و رحلاته العجيبة , بينما يُعلق أفراد الجوقة على هذه القصة من حين لآخر ببعض الأبيات التى تناسب المقام , و لم ينتقل الأمر من مرحلة السرد الى مرحلة التمثيل الا على يد شاعر آخر هو ثيسبيس الذى أزدهرت أعماله حوالى عام 535 ق.م , و هو تاريخ أول مسابقة مسرحية عقدت فى أثينا .(ايسخيلوس مسرحية ) و من هنا تظهر النقطة التى تقارب فيها الديثورامب مع الدراما الساتورية , و بذلك وُجد الأصل المزدوج للتراجيديا , الذى حدده أرسطو فى « الشعر Poeticas» لسوء الحظ لم يصل إلينا إلا عدد قليل من القصائد الديثرامبية ، على الرغم من الكم الكبير الذى كان يُقدم فى هذه الإحتفالات و المهرجانات، و تطوره الفنى الكبير الذى وصل إلى حد الكمال فى النصف الأول من القرن الخامس ق.م . و قد كتب كل من سيمونيديسΣιμωνιδης ، بنداروس Πινδαρος ، وباكخيليديسΠακχυλιδης ( و يجب أن نشير هنا أنه لم يكن اى منهم أثينى المولد) قصائد و أغانى ديثورامبية للعروض الديونوسية . أما فيما يتعلق بالشاعر باكخيليديس فإن ما تم العثور عليه من أوراق البردى الهامة ، يساعدنا على رسم صورة ، حتى ولو كانت صغيرة، لخصائص هذه القصائد و الأشعار الديثورامبية(23) . فمن ناحية الشكل ، فإن هذه القصائد الغنائية تذكرنا بأغانى الجوقات فى المسرحيات التراجيدية و بناءها الفنى ، فقد كتبت على شكل مقاطع شعرية ، و لكن من ناحية الموضوع، فقد ابتعدت عن الأغنية الدينية بمعناها الضيق . أما فيما يتعلق بأبعاد الموضوع ، فإن التأثير القوى للشعر الملحمى كان كبيراً جدأً وواضحاً، فقد تضمَّنت هذه الأشعار أجزاء سردية كبيرة على شكل اسطورى، تحمل عناوين مختلفة حسب مضمون القصيدة الديثرامبية . و هكذا كان من الصعب ، ليس فقط ، أن نجد علاقة ما بالأساطير الديونوسية ، و لكن أحياناً ، يختفى تماما أى إشارة إلى أى فعل إلهى ، إلى حد أن أطلق البعض على هذه الأشعار الديثرامبية " الأغانى البطولية"( 24).
و لكن الإجماع أو اتفاق وجهات النظر بالنسبة للشعر الديثورامبى و تطوره إلى التراجيديا عسير للغاية , فأولاً الرأى الذى يقول بأن وضع الشعر الديثرامبى و رئيس المنشدين (أو الاكسارخون) فى ابتداء تطوره حسب رأى أرسطو , هما اللذان اديا إلى التراجيديا . و يشتق أرسطو الدراما من الارتجال , بإعتبار أن بدايتها كان اولئك المرتلين للديثورامب ( Poetics 1449 a 9) و قد تعنى العبارة hoi exarchontes ton dithyrambon الواردة عند أرسطو اولئك المنشدون الذين بدأوا الانشاد , و من ثم تميزوا عن الجوقة . و من الواضح أن أرسطو كان يعتقد ان التقابل بين الجوقة و المرتل قدم نقطة البدء فى تطور الحوار الدرامى . و الرأى الثانى يقول أن " الكورس التراجيدى" هو الذى أوحى لمعاصرى سوفوكليس و يوريبيديس بفكرة المشهد الدرامى كما توجد أراء أخرى مُخالفة لهذا.
و الواقع أن تطور الديثرامبوس من إنشاد سيرة بطولية بشكل صلاة و دعاء و ابتهال الى الإله , إلى الكورس الذى يقوم بالرقص و الإنشاد متقنعاً بشكل الساتير أى مخلوق نصفه حصان ليس فى أثينا فحسب بل فى كل بلاد اليونان اى ديثرامبوس احتفالى مع قصص ميثولوجى يرتجله رئيس الكورس( أى اكسارخون)
و من خلال ما تم الإشارة إليه , يبدو أن التراجيديا قد تطورت و نبعت فكرتها من رؤساء الجوقات Exarchon اكسارخون أو Exarchosاكسارخوس Εξαρχονταςالديثرامبية.( 25)
و مهما تعددت الروايات حول نشأت المأساة الأثينية , فمن المقطوع به أن المأساة قد نبتت من الرقصات و الأغانى الديثورامبية , ثم أخذت تتطور تدريجياً حتى صارت فناً قائماً بذاته. و من المؤكد أن الديثورامبوس قد تطور تطوراً سريعاً منذ أن أرتبط بأعياد هذا الإله التى تقام فى أثينا . و هكذا صدق أرسطو عندما قال بأن الدوريين كانوا أصحاب الفضل فى خلق المأساة , وصدق أيضاً الذين قالوا بأن الأثينيين كانوا أصحاب الفضل فى جعلها فناً أدبياً رائعاً . ففى سيكوون و كورينثة الدوريتين ظهرت بذور المأساة , و أخذت تنمو حتى حققت فى هذه البقاع نوعاً من الرقى , ثم انتقلت إلى أتيكا حيث اكتملت عناصرها , و أتخذت صورتها النهائية ؛ فهناك تحول القاص إلى ممثل بالمعنى الصحيح , و أصبح رئيساً للجوقة , يقوم بالدور الأساسى , فيمثل شخصية الإله , كما يقوم بسائر الأدوار بأن يدخل خيمة (Skene و يغير ملامحه و ملابسة, و يمثل دور الرسول أو البطل .. و كان كل مرة يخاطب أفراد الجوقة فى موضوع مختلف, و بذا تعددت أغانيه و امتلأت المأساة حياة و حركة بفضل تنوع مهمته

3 تعليقات:

في 3 أغسطس 2008 في 1:21 م , Anonymous غير معرف يقول...

يابنتى أنتِ
ليه البيضان بالتدوينة الطويلة دى اللى تشعر أى حد بالملل.. مش لطبيعة البوست نفسه بقدر التطويل اللى فيه

اكتبى مذكرانك أحسن
:D

 
في 3 أغسطس 2008 في 2:38 م , Blogger عاشقة المسرح يقول...

البيضان ده بين رجليك يا روح خالتك
ولما أحب أكتب مذكراتي مش هاخد الإذن من فشخ زيك

 
في 4 أغسطس 2008 في 2:53 م , Anonymous غير معرف يقول...

يبدو إنك مستاءة جدا يا عاشقة المسرح
لاتبتئسى يا فتاة!
كلنا لها;
إنتِ بس عايزة شوية خبرة
وعاجلا أو أجلا هتكتسبى قدرات فشيخ
ربنا يوفقك يا حبيبتى!
:)
وبوسة كبيرة لك :D

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية